الشتاء في أنطاليا له سحر خاص
اول زيارة لي لأنطاليا كانت في شتاء عام 2011, بعد ما يقارب الخمس سنوات ما زلت في أنطاليا, فقد كان لهذا الشتاء سحر خاص جعلني أتخذ قرار البقاء فيها حتى اليوم.
شتاء أنطاليا بشكل عام معتدل جداً و يبداً متأخراً فحتى اليوم في شهر نوفمبر تي شيرت قد يكفي خلال النهار و جكيت خفيف خلال الليل. بشكل عام تزداد برودة الجو في شهري فبراير و مارس و حتى حينئذ?? يبقي الجو مقبول و درجات حرارة لا تقل عن 10 درجات مئوية في الغالب. لذلك فإن السياحة لا تتوقف إلى أنطاليا حتى خلال الشتاء و لو بنسبة اقل بكثير من الصيف.
غيوم خفيفة او جزئية يتخللها ظهور الشمس بين الحين و الآخر و أمطار خفيفة تضفي على الجو شعوراً رومانسي و دافيء هو الدارج, ذلك لا يعني ان الأمطار الغزيرة و العواصف الرعدية ليست حدث متكرر خلال فصل الشتاء و لكنها أيضاً لها جمالية خاصة و منظر رائع يعلق في الذاكره.
الثلوج تبداً في التساقط على قمم الجبال نهاية شهر ديسمبر لتكسوها بتاج ثلجي ناصع البياض في كل عام, و لا يمكن الأستمتاع بمشاهدة هذه القمم الثلجية إلا خلال زيارتك لأنطاليا في مثل هذا الوقت. كذلك فإن السياحة في الشتاء في أنطاليا تمكن الزائر من الإستمتاع بالعديد من الأمكان و القيام بالعديد من الأنشطة التي يصعب القيام بها خلال أشهر الصيف الحارة و الرطبة.
لموقع أنطاليا بين البحر و قمم الجبال يصعب التنبوء بالطقس فبمجرد أن تلامس الغيوم الرطبة أنطاليا تصطدم بالجبال لتشكل غيوم ماطره كثيفة ما تلبث أن تنقشع لتشرق الشمس بعد أن ترمي بحمولتها على أنطاليا, الغيوم و الأمطار قد تغطي مناطق صغيرة دون سواها و يمكنك بالنظر إلى الأفق مشاهدة بعض المناطق تحت المطر و أخرى تحت أشعة الشمس, لذا فالزائر ايضاً بحاجة إلى بعض ?الحظ? احياناً بأن لا يكون تحت الأمطار الغزيرة التي بلا شك تعيق من الحركة و التجول في الخارج, و اجعل من حمل شمسية معك عادة خلال خروجك حتى و لو كان الجو مشمس ففي شتاء أنطاليا قد تشاهد أربعة فصول في يوم واحد.
على قمم الجبال تنخفض الحرارة ما دون الصفر مع الثلوج و يمكنك الوصول إلى تلك القمم برحلة سريعة لا تزيد عن ساعة بالسيارة او التلفريك, تنتقل فيها من دفء الشاطيء و الشمس إلى ما فوق الغيوم و الجو البارد, تأكد قبل التوجه إلى الجبال من الإحتياط بملابس و غطاء رأس يقيك البرد فقد شاهدت العديد ممن لم يتوقعوا تلك البرودة و الرياح و لم تمكنوا من الأستمتاع بالثلوج او البقاء وقت طويل.
ماذا تفعل في أنطاليا في فصل الشتاء
كما ذكرت الجو ليس شديد البرودة و كذلك هناك الكثير مما يمكن عمله فقط في فصل الشتاء , إما لعدم توفر الظروف المناخية مثل الثلوج و إما لإرتفاع درجات الحرارة و الرطوبة أثناء الصيف. فيما يلي بعض مما يمكن عمله للإستمتاع بالشتاء في أنطاليا:
تلفريك أوليمبوس : رحلة في تلفريك اوليمبوس إلى أعلى قمة في أنطاليا للأستمتاع بمنظر بنورامي رائع و الثلوج و العديد من الأنشطة مثل التحليق الشراعي و التزلج و غيرها من الأنشطة و المشاهد التي ستمتع بها الكبار و الصغار على حد سواء, أذكر الجو شديد البرودة مع رايح شديدة جداً و درجات حرارة ما دون الصفر لذا احتط جيداً بالملابس و الغطاء للرأس . هناك مقهى و مطعم في قمة التلفريك. قبل الذهاب ينصح بزيارة موقع تلفريك اوليمبوس على الأنترنت للتأكد من أن التفريك مفتوح للزوار حيث يتم إعلاقة احياناً بسبب حالة الجو او الصيانة.
مركز سكلاكنت للتزلج : يبعد عن أنطاليا ما يقارب الساعة , مركز جميل جداً للأستمتاع بالتزلج و المناظر الطبيعية و الفعاليات للصغار و الكبار. يحتوي مركز التزلج على مطاعم و خدمات تأجير ملابس و معدات التزلج و الزلاجات الصغيرة للأطفال مع تلفريك خفيف للصعود إلى قمة الجبل. يمكن الإطلاع على وضع المركز و الثلوج للتأكد من تغطيه جيدة للثلوج تسمع بالتزلج من الرابط التالي مركز سكلاكنت للتزلج.
شاطيء كونيالتي : المشي و الجلوس للإستمتاع بمنظر البحر و الجبال, هناك العديد من المقاهي الصغيرة على الشاطيء لكوب شاي ساخن مع العديد من المقاهي و المطاعم على الطرف المقابل للشاطيء. حتى في بداية فصل الشتاء فقد تجد البعض ممن يروقهم هذا الجو للسباحة لأن المياه بشكل عام دافئة و تبرد مع منتصف الشتاء.
متنزه أتاتورك : منظر بنورامي رائع من الأعلى لشاطيء كونياتلي و الجبال المحيطة و المدينة, المتنزه يحتوي على العديد من المقاهي و المطاعم المغلقة للأستمتاع بوجبة طعام فنجان قهوة مع المنظر الرائع , كذلك العديد من المسارات و الممرات للسير و الإستمتاع بالطبيعة و الأشجار .
المدينة القديمة القديمة كاليتشي Kaleici : الشوارع الضيقة ذات التاريخ الضارب في القدم مكان مثالي للسير و التنزه بين المقاهي التي تنبعث منها الموسيقى الهادئة و الإضاءة الخافته التي تضفي على المكان سحر و رومانسية لتنتهي بك الأزقة إلى ساحات مطلة على المدينة لمشاهدة رائعة للبحر و الشاطيء و الجبل و إنعكاس الشمس و القمر على سطح الماء. عشرات المقاهي و المطاعم الجيدة في المنطقة.
جولة في القارب : ابداً زيارتك لكاليتشي في وقت مبكر للإستمتاع بجولة في القارب. في الشتاء و لأن الموسم السياحي غير مزدحم ستجد العديد من الخيارات و بأسعار مناسبة و رخيصة جداً لجولة خاصة في قارب خاص.
كيمر ? Kemer : مدينة كيمر القريبة من أنطاليا تعج بالسياحة خلال الصيف و خلال الشتاء تنعم بهدوء جميل. في المتنزه على الشاطي يوجد مقهى جيد يقدم الأطعمة و المشروبات و الأرجيلة او الشيشة مع جلسات مباشرة على رمل الشاطي المعروف بأسم شاطيء القمر ?Moonlight Beach?, في فترة المساء عادة بقومون بإشعال نار تعطي جو جميل جداً. الجلسة بشكل عام غاية في الهدوء و السكينة على البحر مباشرة.
الصعود إلى الجبال و القرى المحيطة : جولة لبضع ساعات في الجبال المحيطة بأنطاليا من الأمور التي أحرص على فعلها بين الحين و الآخر للإستمتاع بالطبيعة و الهدوء و البساطهو التوقف هنا و هناك لإلتقاط صور او الإستمتاع بالهواء الصحي و المناظر الجميلة لمدينة أنطاليا و البحر من الإعلى تشعرك في بعض المناطق كانك تنظر من نافذة طائرة. عادة ما اسلك الطريق المؤدية إلى (التن ياكه Altınkaya) و من ثم النزول من طريق (كيمير Kemer) متوجه مرة أخرى إلى طريق الشاطي.
الإفطار في القرية او إفطار القرية : لا تفوت الإفطار في القرية و خاصة يوم السبت و الأحد مع تفضيل يوم الأحد. هي عادة تركية بالتوجه إلى القرى المحيطة بأنطاليا لتناول فطور متأخر في أكواخ صغيرة منفصلة لكل مجموعة او عائلة و مغلقة مدفئة بمدفئة فحم يقصون فيها بضع ساعات في تناول الطعام و شرب الشاي و قضاء وقت مع العائلة و الأصدقاء.
شلالات دودان العليا و السفلى : خلال فصل الشتاء تكون المياه بمستوى مرتفع جداً يميز تلك الشلالات عن الفصل الصيف كذلك فإن الجو البارد نسبياً و إنخفاض الرطوبة يجعل زيارتها و الأستمتاع بها أكثر راحة من الصيف الحار و الذي يزداد رطوبة مع وجود مياه و شلالات في المحيط